جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّـٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ إِن يَكُنۡ غَنِيًّا أَوۡ فَقِيرٗا فَٱللَّهُ أَوۡلَىٰ بِهِمَاۖ فَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلۡهَوَىٰٓ أَن تَعۡدِلُواْۚ وَإِن تَلۡوُۥٓاْ أَوۡ تُعۡرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (135)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ } مواظبين على العدل لا تعدلوا عنه يمينا ولا شمالا { شهداء لله } ليكن أداؤها ابتغاء وجه الله { ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين } أي{[1140]} : ولو عاد ضررها على نفسك أو عليهم أو تقول{[1141]} الإقرار شهادة على نفسه { إن يكن } المشهود عليه { غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما } أي : بالغنى والفقير منكم فكلوا أمرهما إليه فلا ترحم فقره ولا ترهب غناه ، وضمير التثنية لما دل عليه المذكور وهو جنس الغنى والفقير لا إليه وإلا لوحد{[1142]} { فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا } أي : لأن تعدلوا عن الحق { وإن تلوُوا } أي : تحرفوا الشهادة وتغيروها { أو تعرضوا } عن أدائها { فإن الله كان بما تعملون خبيرا } فيجازيكم عليه .


[1140]:ابتدأ بنفسه، لأنه لا شيء على الإنسان أعز من نفسه، ثم ذكر الوالدين لأنهما أقرب إليه، وسبب نشأته، والأقربين فإنهم مظنة التعصب، وإذا كان الأمر فيهم القسط فالأجنبي أحرى بذلك/12 وجيز.
[1141]:قوله: أو نقول يعني الشهادة على الوالدين والأقربين أن يقول: أشهد أن لفلان على والدي أو على أقاربي كذا وأما الشهادة على نفسه فهي الإقرار لأنه في معنى الشهادة، والوجه الأول أن يشهد من يتوقع ضرره من ظالم/12 منه.
[1142]:يعني الظاهر أن يقال: أولى به، لأن المرجع به مذكور بأو لكن ثنى الضمير لإرجاعه إلى المدلول لا إلى المذكور/12 منه.