وقوله تعالى : { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها } قال بعضهم . قوله تعالى : { وقد نزل عليكم في الكتاب } هو ما ذكر في سورة الأنعام ، وهو قوله تعالى : { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره } ( الآية : 68 ) ، ثم قال : { وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء } ( الآية : 69 ) نهاهم عز وجل عن القعود معهم إذا خاضوا في طعن القرآن وآيات الله ، فأخبر أن ليس لهم{ من حسابهم من شيء } إذا قعدوا . ثم قال في هذه الآية : { فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم } ثم قال : { وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء } نهاهم عز وجل عن القعود{ فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم } نهاهم عز وجل عن القعود معهم ، وأخبر أنهم إذا فعلوا ذلك يكونون مثلهم .
فهو ، والله أعلم ، على النسخ ، نسخ هذا الأول .
ويحتمل أن يكون قوله تعالى : { وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء } في المشركين ، ثم يلحقهم من العقوبة والمأثم ، لأنهم لا يقدرون على منع المنافقين عن ذلك ، فشاركهم{[6681]} في العقوبة ما يقدرون على منعهم ، فلم يمنعوا ، ودفع عنهم ذلك في ما لا يقدرون على دفعه .
وفيه دلالة أن من بلي بمنكر ، له قدرة التغيير على أهله ، فلم يغير ، ( بل شاركهم ){[6682]} في ذلك . أو إذا لم يكن له قدرة التغيير عليهم فعل ؛ أي أنكر عليهم ، وغيره ، وإلا فارقهم ، وألا يخاف أن يشاركهم في العقوبة ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا } الآية لأنهم كانوا معهم في السر والحقيقة ، وإن كانوا يظهرون للمؤمنين الموافقة باللسان ؛ فهذا يدل على أن الحقائق في العواقب هي{[6683]} ما يسر المرء ، ويضمر ، ليست{[6684]} ما يظهر ؛ لأن المنافقين كانوا مع المؤمنين في الظاهر في جميع الأحكام : في الأنكحة والعقود كلها وإظهار الإيمان لهم باللسان ، لكنهم إذ{[6685]} أضمروا خلاف ما أظهروا لم ينفعهم . ذلك أن الحقائق في العواقب{[6686]} ما يسر ، ويضمر ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.