{ وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم } سبق نزول هذه الآية ما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة من قول مولانا عز ثناؤه : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين . وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) ( {[1574]} ) ؛ وإلى هذا أشير في هذه الآيات من سورة النساء وهي مدنية : { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم . . } الآية ، فهاتان الآيتان من سورة الأنعام هما اللتان أنزلتا في هذا الشأن قبل الهجرة ، يقول ابن حيان ما حاصله : نسخ قوله : { إنكم إذا مثلهم } لقوله : ( وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) ؛ فكأن المعنى : أنزل عليكم في القرآن أنكم إذا سمعتم الكفر والاستهزاء بالآيات لا تقعدوا مع المستهزئين الكافرين حتى يخوضوا في حديث غير حديث الكفر والاستهزاء ، فمن فعل ذلك ولم ينته وقعد مع المستهزئ فهو مثله ؛ قيل : والمماثلة ليست في جميع الصفات ؛ { إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا } المستعلن بكفره والمضمر له يصليان نار السعير خالدين مخلدين فيها أبدا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.