جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡبَٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَٰلَهُمۡ} (3)

{ ذلك } أي : الإضلال والتكفير ، { بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل } : الشيطان ، { وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق } : القرآن ، { من ربهم } حال من الحق ، { كذلك{[4613]} } : مثل ذلك الضرب ، { يضرب الله للناس{[4614]} أمثالهم } أي : لأجل الناس أمثال الفريقين ، أو أمثال الناس للناس بأن جعل إتباع الباطل والإضلال مثلا للكفار ، وإتباع الحق والتكفير مثلا للمؤمنين{[4615]} ،


[4613]:قوله:{كذلك} لا يستدعي أن يكون هناك مثل مضروب، بل معناه أنه تعالى لما بين حال الكافر وإضلال أعماله، وحال المؤمن وتكفير سيئاته، وبين السبب فيهما كان ذلك غاية الإيضاح، فقال:{كذلك} أي: مثل هذا البيان يضرب الله للناس أمثالهم ويبين لهم أحوالهم/12 كبير.
[4614]:ولما بين سبحانه حال الفريقين أمر بجهاد الكفار فقال: {فإذا لقيتم} الآية/12 فتح.
[4615]:فالمشار إليه في ذلك لا يقتضي مشارا إليه مغايرا لمضمون يضرب الله للناس أمثالهم، لكن لا من ضرب مثل في الجملة/12 وجيز.