فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡبَٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَٰلَهُمۡ} (3)

{ ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم } .

ربنا يقضي بالحق ولا يظلم الناس شيئا ، فهو –سبحانه- أضل أعمال الكافرين لأنها كانت بطرا ورئاء الناس وابتُغي بها العلوُّ والفساد ، فلما كانت للباطل أبطلها الله { . . كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب . أو كظلمات في بحر لُجّي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور }{[4799]} .

وأهل التصديق والإيمان ، والطاعة والإسلام ، يتقبل الله عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة لأنهم استجابوا لدعوة ربهم إلى دار السلام فأدخلهم نعيمها بسلام .

{ كذلك يضرب الله للناس أمثالهم( 3 ) } .

كما بينت لكم ما أقضيه في الكافر فأُضل عمله بسبب جحوده وإفساده ، واستكباره وعناده ؛ وما أقضيه في المؤمن فأطيب عاجله وآجله بحبه للخير ، واستقامته على الرشد ؛ ومثل ذلك البيان أُبين للناس فأضرب لهم أمثالهم ، ونلحق بكل قوم من الأمثال أشكالهم ، وقد أقمت الحجة فبصّرتهم حالهم ومآلهم ، وعاقبة أمرهم ، في معاشهم ومعادهم .


[4799]:سورة النور. من الآية 39،والآية 40.