الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡبَٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَٰلَهُمۡ} (3)

ثم قال : { ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل } [ 3 ] أي : الأمر{[63319]} ذلك ، وقيل المعنى : ذلك الضلال والهدى المتقدم ذكرهما ، من أجل أن الذين كفروا اتبعوا الباطل ، وهو الشيطان وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق الذي جاءهم من عند ربهم ، وهو كتاب الله ورسوله{[63320]} .

والتقدير عند الطبري : هذا{[63321]} الذي فعلنا بهذين الفريقين من إضلال أعمال الكفار{[63322]} وإبطالها والتفكير{[63323]} لسيئات الذين آمنوا ، جزاء منا لكل فريق على فعله ، لأن الكفار اتبعوا الشيطان وأطاعوه والمؤمنون اتبعوا كتاب الله وصدقوا رسوله{[63324]} .

قال مجاهد : الباطل هنا : الشيطان{[63325]} .

ثم قال : { كذلك يضرب الله للناس أمثالهم } أي : كما/بينت لكم أيها الناس سبب تفريقي{[63326]} بين الفريقين ، كذلك أمثل لكم الآيات{[63327]} وأشبه لكم الأشباه .

قال الزجاج : معناه كذلك يبين الله للناس أمثال المؤمنين وسيئات الكفار كالبيان الذي ذكر{[63328]} .

ومعنى قول القائل : " ضربت له مثلا : بينت له ضربا من الأمثال " ، أي : صنفا{[63329]} منها{[63330]} .


[63319]:ع : "الأمر في ذلك".
[63320]:انظر : "تفسير القرطبي 16/224.
[63321]:ع: "هو" وهو تحريف.
[63322]:ع: "أعمال من الفريقين".
[63323]:ع : "والتفكر" وهو تحريف.
[63324]:انظر : جامع البيان 26/26.
[63325]:انظر: جامع البيان 26/26.
[63326]:ع: "تفريق".
[63327]:ع : "أمثالكم الأمثال": وهو تحريف.
[63328]:انظر: معاني الزجاج 5/6.
[63329]:ساقط من ع.
[63330]:انظر : اللسان 2/522 وتاج العروس 1/347.