تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡبَٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَٰلَهُمۡ} (3)

الآية 3 ثم أخبر أن الذي أبطل [ أعمال أولئك ]{[19400]} الكفرة وما ذكر ، وثبّت الذين آمنوا ، ولم يبطل أعمالهم وما ذكر من إصلاح حالهم ، هو ما قال : { ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل } يحتمل الباطل الشيطان أو هوى النفس أو كل باطل ؛ وهو الذي يُذمّ عليه فاعله ومُتّبعه .

وقوله تعالى : { وأن الذين آمنوا اتّبعوا الحق من ربهم } يقول لهؤلاء ما ذكر لاتباعهم الحق وقبوله .

وقوله تعالى : { كذلك يضرب الله للناس أمثالهم } أي مثل الذي بيّن ما لهؤلاء وما لهؤلاء ؛ يبيّن ما لكل متّبع الحق ومتّبع الباطل . وضرب المثل هو أن يبين لهم ما خفي ، واشتبه عليهم ، بالذي ظهر عندهم ، وتقرّر ، وتجلّى لهم ، ليصير الذي خفي عليهم ، واشتبه ، ظاهرا مُتجلّيا .


[19400]:في الأصل وم: أعمالهم لأولئك.