بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡبَٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَٰلَهُمۡ} (3)

ثم بين المعنى الذي أحبط أعمال الكافرين ، وأصلح شأن المؤمنين فقال : { ذَلِكَ بِأَنَّ الذين كَفَرُواْ } يعني : ذلك الإبطال ، بأن الذين كفروا { اتبعوا الباطل } يعني : اختاروا الشكر وثبتوا عليه ، ولم يرغبوا في الإسلام . ويقال : معناه لأنهم اختاروا الباطل على الحق ، واتباع الهوى ، على اتباع رضى الله سبحانه وتعالى { وأن الذين آمنوا } وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { اتبعوا الحق مِن رَّبّهِمْ } يعني : اتبعوا القرآن ، وعملوا به . ويقال : معناه اختاروا الإيمان على الكفر ، واتباع القرآن ، واتباع رضى الله تعالى على اتباع الهوى . قوله تعالى : { كَذَلِكَ يَضْرِبُ الله لِلنَّاسِ أمثالهم } يعني : هكذا يبين الله صفة أعمالهم .