قوله : { بِأَنَّ الذين كَفَرُواْ اتبعوا الباطل } أي الشيطان . وقيل : قول كبرائهم ، ودين آبائهم { الذين آمَنُواْ اتبعوا الحق مِن رَّبِّهِمْ } يعني القرآن . وقيل : الحق هو الله تعالى : وعلى هذا فلا يكون قوله : «من ربهم » متعلقاً بالحق وإنما يتعلق بقوله تعالى : { اتبعوا } أي اتبعوا من ربهم ، أو من فضل الله أو هداية ربهم اتبعوا بالحق ؛ وهو الله تعالى .
ويحتمل أن يقال : قوله : { مِن رَّبِّهِمْ } عائد إلى الفريقين جميعاً ، أي من ربهم اتبع هؤلاء الباطل ، وهؤلاء الحق ، وأي من حكم ربهم ومن عند ربهم{[51197]} .
قوله : «كذلك يضرب » خرجه الزمخشري على مثل ذلك الضرب يضرب الله للناس أمثالهم{[51198]} ( والضمير راجع إلى الفريقين أو إلى الناس على معنى أنه يضرب أمثالهم ){[51199]} لأجل الناس ليعتبروا ( انتهى ){[51200]} .
قال الزجاج : معناه كذلك بين الله أمثال حسنات المؤمنين وإضلال أعمال الكافرين{[51201]} . والمراد بالأمثال الأشكال . وقيل : بين كون الكافر متبعاً للباطل وكون المؤمن متبعاً للحق . والضمير في قوله { أَمْثَالَهُمْ } فيه وجهان :
أحدهما : أنه يعود إلى الناس ، كأنه تعالى قال : يضرب للناس أمثال أنْفُسِهِمْ .
والثاني : يعود إلى الفريقين السابقين ، والمعنى يضرب الله للناس أمثال الفريقين السَّابقين{[51202]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.