جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فِيهِنَّ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ لَمۡ يَطۡمِثۡهُنَّ إِنسٞ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنّٞ} (56)

{ فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهن } : في أماكن الجنتين ، أو في الفرش ، { قاصرات الطرف } : نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إلى الغير تقول لبعلها ، والله ما رأى في الجنة أحسن منك لا أحب إلي منك الحمد لله الذي جعلك لي وجعلني لك ، { لم يطمثهن{[4852]} } : لم يجامعهن ، { إنس قبلهم ولا جان }


[4852]:وفي السمين أصل الطمث الجماع المؤدي إلى خروج دم البكر، ثم أطلق على كل جماع طمث، وإن لم يكن معه دم، وقيل الطمث دم الحيض، أو دم الجماع، قال الواحدي: قال المفسرون: لم يطأهن، ولم يغشهن، ولم يجامعهن قبلهم أحد، ولم يتسلط عليهن، وفي هذه الآية، بل في كثير من آيات لهذه السورة دليل على أن الجن يدخلون الجنة إذا آمنوا بالله سبحانه، وعملوا بفرائضه، وانتهوا عن مناهيه، قال ابن عباس: في الآية {لم يطمثهن} لم يدن منهن، ولم يدمهن، وفي الآية دليل على أن الجن يطمثون كما طمث الإنس، فإن مقام الامتنان يقتضي ذلك إذ لو لم يطمثوا لم يحصل لهم الامتنان/12 فتح.