النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فِيهِنَّ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ لَمۡ يَطۡمِثۡهُنَّ إِنسٞ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنّٞ} (56)

{ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } قال قتادة : قصر طرفهن على أزواجهن ، لا يسددن النظر إلى غيرهم ، ولا يبغين بهم بدلاً .

{ لَمْ يَطْمَثهنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها{[2859]} : لم يمسسهن ، قال أبو عمرو : والطمث المس ، وذلك في كل شيء يمس .

الثاني : لم يذللهن إنس قبلهم ولا جان ، والطمث : التذليل ، قاله المبرد .

الثالث : لم يُدْمِهُنَّ{[2860]} يعني بالنكاح إنس ولا جان ، وذلك قيل للحيض طمث ، قال الفرزدق :

دفعن{[2861]} إليَّ لم يطمثن قبلي *** وهن أصح من بيض النعام

وفي الآية دليل على أن الجن تغشى كالإنس .


[2859]:في الأصل سقوط وبالرجوع إلى اللسان –طمث وإلى تفسير القرطبي أكملنا النقص بما بين المربعين. انظر تفسير القرطبي 171/ 17.
[2860]:المراد الافتضاض لأن به ينزل الدم.
[2861]:في اللسان: وقعن.