ثم قال { فيهن قاصرات الطرف } [ 55 ] أي : في الفرش . وفي{[66529]} بمعنى على ، والمعنى : على الفرش حور قاصرات الطرف .
وقيل المعنى : في الجنتين وفيما أعد له قاصرات الطرف . فلذلك{[66530]} جمع " فيهن " ويجوز أن تكون الجنتان تشتمل على جنات ، فجمع " قيهن " على المعنى ، ألا ترى أن الجنة التي أمد الله عز وجل{[66531]} لأوليائه على جنات قد تقدم ذكرها وقد قال تعالى : { يدخلون الجنة }{[66532]} . ثم قال { جنات عدن }{[66533]} ، فأبدل من الجنة جنات لأنها تشتمل على جنات . وقيل هو جمع أتى في موضع التثنية/ ، كما قال { فقد صغت قلوبكما }{[66534]} وله نظائر تقدم{[66535]} ذكرها .
وقال{[66536]} الفراء كل موضع من الجنتين جنة ، فلذلك قال { فيهن }{[66537]} . ومعنى { قاصرات الطرف } أي : قصر أطرافهن على أزواجهن ، فلا ينظرن إلى غيرهم من الرجال . قال ابن زيد : لا ينظرن إلا إلى أزواجهن ، تقول الحوراء : وعزة ربي وجلاله وجماله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ، فالحمد لله الذي جعلك زوجي وجعلني زوجك{[66538]} .
يقال قصره : إذا حبسه{[66539]} . فالمعنى فيهن حور حابسات طرفهن{[66540]} عن جميع الرجال إلا من أزواجهن{[66541]} .
روى أنه عني بهن الآدميات اللواتي يمتن أبكارا{[66542]} ، ودليل هذا قوله { لم يطمثهن إنس }{[66543]} يعني في الدنيا لم يدمهن ، لم{[66544]} يفتضضهن إنس قبل أزواجهن في الجنة ولا جان .
حكى الفراء طمثها{[66545]} يطمثها إذا أفتضها ، ولا يكون إلا بتدمية ، ومنه قيل للحائض : طامث{[66546]} .
وقال غير الفراء يقال{[66547]} طمثها : إذا وطئها{[66548]} على أي الوجوه كان{[66549]} . قال عكرمة : لم يطمثهن : لم ينكحهن{[66550]} ، والطمث : الجماع{[66551]} .
قال ابن عباس : لم يطمثهن ، لم يدمهن{[66552]} ، فإن قيل كيف ذكر الجان في الوطء ، فالجواب أن مجاهدا قال إذا جامع الرجل ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه{[66553]} .
واستدل بعض العلماء بهذه الآية على أن الجن يدخلون الجنة ، فالإنسيات للإنس والجنيات للجن ، قاله ( ضمرة بن حبيب ){[66554]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.