محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فِيهِنَّ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ لَمۡ يَطۡمِثۡهُنَّ إِنسٞ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنّٞ} (56)

{ فيهن قاصرات الطرف } أي منكسرات الجفن ، خافضات النظر ، غير متطلعات لما بعد ، ولا ناظرات لغير زوجها . أو معناه : إن طرف النظر لا يتجاوزها ، كقول المتنبيّ :

وخصر تثبتُ الأبصار فيه *** كأن عليه من حَدَقٍ نِطَاقَا

فالمراد قاصرات طرف غيرهن عن التجاوز لغيرهن . أو المعنى : شديدات بياض الطرف ، كما يقال : أحور الطرف وحوراؤه ، من قولهم : ثوب مقصور وحوّارى .

وجليّ أن المعاني ههنا لا تتزاحم لتحقق مصداقها كلها .

{ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } أي لم يمسهن . وأصله خروج الدم ، ولذلك يقال للحيض ( طمث ) ثم أطلق على جماع الأبكار ، لما فيه من خروج الدم . ثم عمّ كل جماع . وقد يقال : إن التعبير به للإشارة إلى أنها توجد بكرا كلما جومعت . ويستدل بالآية على أن الجن يطمثن ويدخلن الجنة .