جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ قَتۡلَ أَوۡلَٰدِهِمۡ شُرَكَآؤُهُمۡ لِيُرۡدُوهُمۡ وَلِيَلۡبِسُواْ عَلَيۡهِمۡ دِينَهُمۡۖ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ} (137)

{ وكذلك } : مثل هذا الفعل القبيح ، { زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم } ، فإن الشياطين وهم آلهتهم أمروهم وزينوا لهم وأد أولادهم ، ومن قرأ زين بالمجهول ورفع القتل ، ونصب الأولاد ، وجر الشركاء على إضافة القتل إليها ، والفصل بينهما يدل على أن هذا الفصل جائز فصيح ، والمطعون من طعن فيه ، { ليُردُوهم } : ليهلكوهم بالإغواء ، { وليلبِسوا عليهم دينهم } : ليدخلوا الشك في دينهم ، فكانوا على دين إسماعيل فرجعوا عنه بلبس الشيطان ، وقيل : دينهم الذي يجب أن يكونوا عليه ، { ولو شاء الله ما فعلوه } أي : المشركون ما زين لهم ، أو الشركاء التزيين ، { فذرهم وما يفترون } : ما يختلقون من الكذب على الله .