جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ كَذَٰلِكَ يَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ} (125)

{ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره } : يوسع قلبه ، { للإسلام } : للتوحيد وفي الحديث{[1523]} تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآيات قالوا : يا رسول الله ما هذا الشرح ؟ قال : نور يُُقذف في القلب ) قالوا : هل لذلك من أمارة ؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله " ، { ومن يرد } : الله ، { أن يضله يجعل صدره ضيّقا حَرَجًا } : فلا يبقى فيه منفذ للخير ، ومكان حرج أي : ضيق كثير الشجر لا تصل إليه الرعية ، { كأنما يصّعّد في السماء } : أي : مثله في امتناع قبول الإيمان مثل صعود السماء ، فإنه ممتنع غير مستطاع أو معناه كأنما يتصاعد إلى السماء هربا من الإيمان ، وتباعدا عنه ، { كذلك } : كما ضيق الله صدره ، { يجعل الله الرّجس } : يسلط الشيطان أو العذاب ، { على الذين لا يؤمنون } أي : عليهم لعدم إيمانهم .


[1523]:رواه ابن جرير وابن أبي حاتم/12 وجيز، وقد روى بطرق يقوي بعضها بعضا، والمتصل يقوي المرسل، فالمصير إلى هذا التفسير النبوي متعين/12 فتح [أخرجه ابن جرير في (تفسيره) (8/20) من حديث ابن مسعود –رضي الله عنه- والحديث ضعفه الشيخ الألباني في (الضعيفة) (ح965) وقد اطل الكلام عليه فراجعه].