قوله : { وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم } الآية [ 138 ] .
روي عن ابن عامر ( زُيِّنَ ) بالضم ، ( قَتْلُ ) بالرفع : اسم{[21975]} ما لم يسم فاعله ، ( أولادهم ) بالخفض على الإضافة ، ( شركاؤهم ) بالرفع على إضمار فعل دل عليه ( زُيِّنَ ) ، كأنه قيل : زَيَّنَهُ{[21976]} شركاؤهم{[21977]} ، وحكى النحويون أنه يجوز : ( ضُرِبَ زَيْدٌ عَمْرُو ){[21978]} ، كأنه قيل : ( ضَرَبَهُ عَمْرُو ) ، كما قال ( الشاعر ){[21979]} :
لبيك{[21980]} يزيد ضارع لخصومه{[21981]} . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كأنه قال : يبكيه ضارع{[21982]} .
وروى أبو عبيد عن ابن عامر ( زُيّنَ ) بالضم مثل الأول ، ( قَتْلُ ) بالرفع ، ( أولادَهم ) بالنصب ، ( شركائِهم ) بالخفض على التفريق بين المضاف والمضاف إليه{[21983]} ، وهو بعيد في الكلام ، وبذلك قرأنا{[21984]} لابن عامر ، وهي رواية{[21985]} الشاميين عنه ، وإنما يجوز في ( الظرف وحروف ){[21986]} الخفض{[21987]} . وقد روي بيت يجوز ذلك فيه هو :
فَزَجَحْتُها{[21988]} مُتَمَكّنا زَجَّ القَلوصَ أبي مَزادَه وهو بعيد{[21989]} .
وقد روي عن ابن عامر أيضا مثل القراءة الأولى ، إلا أنه خفض الشركاء مع خفض ( الأولاد ) ، فهذا يجوز على أن تبدل{[21990]} ( الشركاء ) من ( الأولاد ){[21991]} ، لأن الأولاد شركاؤهم في النسب والميراث{[21992]} .
وأما قراءة الجماعة بفتح الزاي{[21993]} ، ونصب ( قَتْلَ ) ، وخفض ( الأولاد ) ، ورفع ( الشركاء ){[21994]} فهو ظاهر الكلام ووجهه{[21995]} .
ومعنى الآية : ( و ){[21996]} كما زين لهؤلاء أن جعلوا لله نصيبا ، ولآلهتهم نصيبا ، فحكموا فيه بما لا يجب ، كذلك زين لكثير من المشركين قتلهم : أن قتلوا أولادهم خيفة العَيْلَة ، وهو وأد البنات { ليردوهم } أي : ليهلكوهم{[21997]} ، /{[21998]} { وليلبسوا عليهم } أي : فعلوا ذلك ( بهم ){[21999]} ليخلطوا{[22000]} عليهم دينهم ){[22001]} فيضلوا ، { ولو شاء الله ما فعلوه } : أي : لوفقهم إلى الصواب ، ولكن خذلهم فقتلوا أولادهم وأطاعوا الشياطين{[22002]} . ولم يضطرهم{[22003]} إلى ذلك ، إنما خذلهم وحال{[22004]} بينهم وبين التوفيق{[22005]} .
قوله : { فذرهم وما يفترون } هذا تهدد{[22006]} وتوعد{[22007]} من الله لهم ، أي : ذرهم – يا محمد – وما يكذبون ، فإني لهم بالمرصاد{[22008]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.