ثم قال تعالى : { وكذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مّنَ المشركين قَتْلَ أولادهم شُرَكَاؤُهُمْ } يعني : زين لهم شركاؤهم وهم الشياطين قتل أولادهم ، لأنهم يقتلون أولادهم مخافة الفقر والحمية ، ويدفنون بناتهم أحياء فزين لهم الشيطان ذلك ، كما زيّن لهم تحريم الحرث والأنعام . ويقال : كان واحد منهم ينذر أنه إذا ولد كذا وكذا ولد يذبح واحداً منهم كما فعل عبد المطلب . فزين لهم الشيطان قتل أولادهم . فذلك قوله { وكذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مّنَ المشركين قَتْلَ أولادهم شُرَكَاؤُهُمْ } قرأ ابن عامر ومن تابعه من أهل الشام { وكذلك زُيّنَ } بضم الزاي { قَتْلَ } بضم اللام { أولادهم } بفتح الدال { شُرَكَائِهِمْ } بالخفض . وإنما قرئ { زُيّنَ } بالضم على فعل ما لم يسم فاعله ومعناه : قتل شركائهم على معنى التقديم ، وهم أولادهم لأن أولادهم شركاؤهم في أموالهم ، فصار شركاؤهم نعتاً للأولاد ، وصار الأولاد نصباً على وجه التفسير . وقرأ الباقون { زُيّنَ } بالنصب لأنه فعل ماض { شُرَكَاؤُهُمْ } بالضم لأنه جعل الشركاء على وجه الفاعل .
ثم قال : { لِيُرْدُوهُمْ } يعني : ليهلكوهم بذلك { وَلِيَلْبِسُواْ } يعني : ليخلطوا وليشبهوا { عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ } يعني : دين إبراهيم وإسماعيل .
ثم قال : { وَلَوْ شَاء الله مَا فَعَلُوهُ } يعني : لو شاء الله لمنعهم من ذلك منع اضطرار وقهر وأهلكهم { فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } يعني : دعهم وما يكذبون بأن الله أمرهم بذلك ، ومعناه : أن الله مع قدرته عليهم قد تركهم إلى وقت { فدرهم } ، فاتركهم أنت أيضاً إلى الوقت الذي تؤمر بقتالهم . ويقال : معناه دعهم فإنّ لهم موعداً بين يدي الله فيحاسبهم ويجازيهم بها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.