وقوله : { وكذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ }
وهم قوم كانوا يخدمون آلهتهم ، فزيَّنوا لهم دفن البنات وهنّ أحياء . وكان أيضا أحدهم يقول : لئن وُلد لي كذا وكذا من الذكور لأنحرنّ واحداً . فذلك قتل أولادهم . والشركاء رفع ؛ لأنهم الذين زيَّنوا .
وكان بعضهم يقرأ : " وكذلك زُيِّن لِكثِيرٍ مِن المشركين قتلُ أولادِهم " فيرفع القتل إذا لم يسمّ فاعله ، ويرفع ( الشركاء ) بفعل ينوِيه ؛ كأنه قال : زيَّنه لهم شركاؤهم . ومثله قوله : ( يُسَبَّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ) ثم قال : { رجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ } . وفي بعض مصاحف أهل الشام ( شركايهم ) بالياء ، .
فإن تكن مثبتة عن الأوّلين فينبغي أن يقرأ ( زُيِّنَ ) وتكون الشركاء هم الأولاد ؛ لأنهم منهم في النسب والميراث . فإن كانوا يقرءون ( زَيَّنَ ) فلست أعرف جهتها ؛ إلا أن يكونوا فيها آخذين بلغة قوم يقولون : أتيتها عِشايا ثم يقولون في تثنية ( الحمراء : حمرايان ) فهذا وجه أن يكونوا قالوا : " زَيَّنَ لكثيرٍ من المشركين قتل أولادِهم شركايُهُمْ " وإن شئت جعلت ( زَيَّنَ ) إذا فتحته فعلا لإبليس ثم تخفض الشركاء بإتباع الأولاد . وليس قول من قال : إنما أرادوا مثل قول الشاعر :
فزججتها متمكّنا *** زجَّ القَلوصَ أبِى مزاد
بشيء . وهذا مِما كان يقوله نَحْويُّو أهلِ الحجاز ، ولم نجد مثله في العربية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.