جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{كَلَّآۖ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّمَّا يَعۡلَمُونَ} (39)

{ كلا } ، ردع عن هذا الطمع ، { إنا خلقناهم مما يعلمون{[5143]} } أي : من تراب ، ثم من نطفة ، وهي جملة للتعليل ، كأنه قال : ارتدعوا عن طمع الجنة ، لأن الدليل دال على ضلالكم ، فإنكم على استحالة البعث وهو ممكن ، لأنا خلقناكم من نطفة ، وكذا وكذا ، ومن كان قادرا على مثل ذلك لا يقدر على الإعادة ، أو معناه إن خلقناهم من نطفة قذرة فمن أين يدعون التقدم من غير تطهير النفس بالإيمان ، والأعمال ؟ أو إنا خلقناهم من أجل ما يعلمون { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }( الذاريات :56 ) ،


[5143]:عن بشر بن جحاش قال: قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم {فمال الذين كفروا} إلى قوله:{مما يعملون} ثم بزق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على كفيه، ووضع عليها أصبعه، وقال يقول الله: "ابن آدم أني تعجزني، وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك، وعدلتك مشيت بين بردين، وللأرض منك وئيد، فجمعت، ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت: أوافي أوان الصدقة "[أخرجه البيهقي في: "شعب الإيمان" (3473)]/12 فتح.