فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَلَّآۖ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّمَّا يَعۡلَمُونَ} (39)

ثم ردّ الله سبحانه عليهم فقال : { كَلاَّ إِنَّا خلقناهم مّمَّا يَعْلَمُونَ } أي من القذر الذين يعلمون به ، فلا ينبغي لهم هذا التكبر . وقيل المعنى : إنا خلقناهم من أجل ما يعلمون ، وهو امتثال الأمر والنهي ، وتعريضهم للثواب والعقاب ، كما في قوله : { وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات : 56 ] ، ومنه قول الأعشى :

وأزمعت من آل ليلى ابتكارا *** وشطت على ذي هوى أن يزارا

/خ39