تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كَلَّآۖ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّمَّا يَعۡلَمُونَ} (39)

الآية 39 فقال تعالى : { كلا إنا خلقناهم مما يعلمون } فقوله : { كلا } على هذا التأويل رد لاعتقادهم وقطع لأطماعهم فقال : { كلا } أي لا يدخلونها قط . ثم استأنف الكلام ، فقال عز وجل { إنا خلقناهم مما يعلمون } .

وعلى التأويل الأول { كلا } بمعنى حقا أنهم لا يطمعون . ثم استأنف بقوله : { إنا خلقناهم مما يعلمون } أي [ من ] {[22104]}تلك النطف ، فيذكرهم بهذا عظيم نعمه وإحسانه إليهم : بما أخرجهم منها ، ونقلهم من حال إلى حال حتى صاروا بشرا سويا ليعلموا أنه {[22105]}لا يتركهم سدى ، فل ليمتحنهم ، ويستأدي منهم شكر ما أنعم عليهم ، فيوجب ذلك تصديق الرسل .

وفيه تذكير بقدرته وسلطانه وبيان ضعف اقتدائهم{[22106]} ليعلموا إن من قدر على إنشائهم لقادر على أن يحييهم بعد ما أفناهم ، والله اعلم .


[22104]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل و م،
[22105]:في الأصل وم: أنهم.
[22106]:في الأصل وم: ابتدائهم.