جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا} (24)

{ فاصبر لحكم ربك } : بتأخير نصرك ، { ولا تطع منهم آثما{[5232]} أو كفورا } ، لفظ أو للدلالة على أن إطاعة كل واحد منهما قبيح ، فالجمع بين الطاعتين أقبح ، والآثم الكافر ؛ لأن الفسوق في الأفعال يظهر في الكافر ، والكفور المنافق ، لأنه صفة القلب ، ولا تطع الكافرين ، والمنافقين ، وعن بعض الآثم{[5233]} عتبه ، فإنه ركاب الفسوق ، والكفور الوليد ، فإنه الغالي في الكفر ، وهما قالا لو رجعت عن هذا الأمر لزوجناك ابنتينا بغير مهر ، وأعطيناك من المال حتى ترضى ،


[5232]:وهم قائلون- كما مر: سامحنا في عبادة أصنامنا نسامحك في عبادة ربك، ولو رجعت إلى دين عبد المطلب جدك لآتيناك كذا وكذا/12 وجيز.
[5233]:وهو قول مقاتل ذكره البغوي/12 منه.