{ يا أيها النبي } خاطب الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا أي { قل لمن } أي لهؤلاء الذين { في أيديكم من الأسرى } أسرتموهم يوم بدر وأخذتم منهم الفداء { إن يعلم الله في قلوبكم خيرا } من حسن إيمان وصلاح نية وخلوص طوية { يؤتكم خيرا مما أخذ منكم } من الفداء أي يعوضكم في هذه الدنيا رزقا خيرا منه وأنفع لكم ، أو في الآخرة بما يكتبه لكم من المثوبة بالأعمال الصالحة { ويغفر لكم } ذنوبكم { والله غفور رحيم } شأنه المغفرة لعباده والرحمة بهم .
وقد أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عائشة قالت : لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فداء أبي العاص{[862]} وبعثت فيه بقلادة ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها{[863]} .
وقال العباس{[864]} إني كنت مسلما يا رسول الله قال : الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك فافد نفسك وابني أخويك نوفل بن الحرث وعقيل بن أبي طالب وحليفك عتبة بن عمرو ، ففدى نفسه وابني أخويه وحليفه ونزلت { قل لمن في أيديكم من الأسرى } الآية{[865]} ، الحديث مختصرا والروايات في هذا الباب كثيرة{[866]} .
قال العباس : فأبدلني الله خيرا مما أخذ مني ، عشرين عبدا كلهم تاجر يضرب بمال كثير أدناهم يضرب بعشرين ألف درهم مكان عشرين أوقية ، وأعطاني زمزم وأنا أنتظر المغفرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.