النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيٓ أَيۡدِيكُم مِّنَ ٱلۡأَسۡرَىٰٓ إِن يَعۡلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمۡ خَيۡرٗا يُؤۡتِكُمۡ خَيۡرٗا مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (70)

قوله عز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لمَن فِي أَيْدِيكُمْ منَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً ممَّا أُخِذَ مِنْكُمْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : أحل مما أخذ منكم .

الثاني : أكثر مما أخذ منكم .

قيل إن هذه الآية نزلت لما أسر العباس بن عبد المطلب مع أسرى بدر وأخذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فداء نفسه وابني أخويه عقيل ونوفل فقال : يا رسول الله كنت مسلماً وأخرجت مكرهاً ولقد تركتني فقيراً أتكفف الناس . قال : " فَأَيْنَ الأَمْوَالُ الَّتِي دَفَعْتَهَا إِلَى أُمِّ الْفَضْلِ عِنْدَ خُرُوجِكَ{[1205]} " فقال : إن الله ليزيدنا ثقة بنبوتك . قال العباس . فصدق الله وعده فيما آتاني وإن لي لعشرين مملوكاً كل مملوك يضرب بعشرين ألفا في التجارة فقد أعطاني الله عز وجل خيراً مما أخذ مني يوم بدر .


[1205]:أخرجه ابن إسحاق في المغازي، والحاكم من طرقه. ورواه أبو نعيم في الدلانل، وابن مردويه. وضعفه السيوطي وقال: فيه محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف.