جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (13)

{ ألا تقاتلون } ، تحريض على القتال ، { قوما نكثوا أيمانهم } : كفار مكة نقضوا عهد الحديبية { وهموا بإخراج الرسول{[1929]} } : من مكة كما مر في قوله : " وإذ يمكر بك الذين كفروا " { وهم بدءوكم } : بالقتال ، { أول مرة } ، يعني يوم بدر فإنهم خرجوا لنصر عيرهم فلما نجت استمروا على وجههم طلبا للقتال بغيا وتكبرا ، أو المراد أنهم بدءوا بالقتال مع حلفائكم خزاعة ، { أتخشونهم } : أتتركون قتالهم خشية منهم { فالله أحق أن تخشوه } : فلا تتركون لدينه ضعفا وتسعون في إعلاء كلمته { إن كنتم مؤمنين } ، فإن الإيمان الكامل ينفي الخشية عن غير الله .


[1929]:من مكة حين اجتمعوا في دار الندوة وهموا بأحد أمور ثلاثة قتله وحبسه وإخراجه، وإنما اقتصرنا على الهم بالإخراج؛ لأنه هو الذي وقع أثره في الخارج بحسب الظاهر وكانت دار الندوة مكان اجتماع القوم للتحدث وكان قد بناها قصي، وقد أدخلت الآن في المسجد فهي مقام الحنفي الآن/12 فتح.