الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (13)

قوله تعالى : { أَوَّلَ مَرَّةٍ } : نصبٌ على ظرفِ الزمان ، وأصلُها المصدر مِنْ مَرَّ يَمُرُّ . وقد تقدَّم تحقيقُه .

قوله : { فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ } الجلالةُ مبتدأ ، وفي الخبر أوجهٌ ، أحدها : أنه " أحقُّ " و " أن تَخْشَوه " على هذا بدلٌ من الجلالة بدلُ اشتمال ، والمفضَّلُ عليه محذوفٌ ؛/ فخشية الله أحقُّ مِنْ خشيتهم . الثاني : أَنَّ " أحقُّ " خبرٌ مقدمٌ و " أَن تَخْشَوه " مبتدأ مؤخر ، والجملةُ خبرُ الجلالة . الثالث : أن " أحقُّ " مبتدأ و " أن تَخْشَوه " خبرُه ، والجملةُ أيضاً خبر الجلالة . قاله ابن عطية . وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة لأنها أفعلُ تفضيل . وقد أجاز سيبويه أن تكون المعرفةُ خبراً للنكرة في نحو : اقصدْ رجلاً خيرٌ منه أبوه . الرابع : أن " أنْ تَخْشَوه " في محلِّ نصبٍ ، أو جر بعد إسقاطِ حرفِ الخفض ، إذ التقدير : أحقُّ بأن تَخْشَوه .

وقوله : { إِن كُنتُمْ مُّؤُمِنِينَ } شرطٌ حُذِفَ جوابُه ، أو قُدِّم ، على حسب الخلاف .