الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (13)

قوله : { ألا تقاتلون{[28289]} قوما نكثوا أيمانهم }[ 13 ] ، الآية .

{ ألا } : تحضيض{[28290]} وتحريض{[28291]} .

{ أتخشونهم }[ 13 ] ، ألف{[28292]} تقرير وتوبيخ .

ومعنى الآية : أنها تحضيض ، على قتال المشركين الذين نقضوا عهود النبي صلى الله عليه وسلم ، وطعنوا في الدين ، وعاونوا أعداء المسلمين عليهم ، { وهموا بإخراج الرسول } من مكة{[28293]} : { وهم بدءوكم أول مرة } ، أي : بدأوا بالقتال ببدر{[28294]} : { أتخشونهم } أي : تخافونهم على أنفسكم{[28295]} : { فالله أحق أن تخشوه }[ 13 ] ، أي : أن تخافوه في ترككم قتال عدوكم وعدوه ، الذي هو [ لا{[28296]} ] يضر و[ لا ] ينفع .

قال السدي : هموا بإخراجه وأخرجوه{[28297]} .

{ أول مرة } ، وقف عند الأخفش{[28298]} .

وعند أبي حاتم{[28299]} ، الوقف : { أتخشونهم }{[28300]} .


[28289]:في الأصل: ألا تقتلوا، وهو تحريف.
[28290]:في "ر": تمحيض. وهو تحريف.
[28291]:في إعراب القرآن للنحاس 2/205: "...توبيخ وفيه معنى التحضيض". وفي تفسير ابن كثير 2/339: "وهذا...تهييج وتحضيض وإغراء على قتلى المشركين الناكثين بأيمانهم الذين هموا بإخراج الرسول من مكة". انظر: البحر المحيط 5/18.
[28292]:في "ر": الألف. وفي المحرر الوجيز 3/13، "..استفهام على معنى التقرير والتوبيخ".
[28293]:تفسير البغوي 4/18، وزاد: حين اجتمعوا في دار الندوة، والمحرر الوجيز 3/13، وعزاه للسدي، وفيه: "قال الحسن بن أبي الحسن: المراد من المدينة. وهذا مستقيم كغزوة أحد والأحزاب وغيرهما". انظر:/ زاد المسير 3/4058، والبحر المحيط 5/18.
[28294]:جامع البيان 14/158، بلفظ: "...بالقتال، يعني فعلهم ذلك يوم بدر" وعزاه ابن الجوزي في الزاد 3/405، لمقاتل. وينظر: المحرر الوجيز 3/13، وتفسير القرطبي 8/55، وتفسير ابن كثير 2/339.
[28295]:جامع البيان 14/158، بلفظ: "أتخافونهم...فتتركوا قتالهم خوفا على أنفسكم منهم".
[28296]:زيادة يقتضيها السياق. ولعل في الكلام سقطا، فسد المعنى فسادا بينا. وفي جامع البيان 14/158: "...يقول: فالله أولى بكم أن تخافوا عقوبته بترككم جهادهم، وتحذروا سخطه عليكم، من هؤلاء المشركين الذين لا يملكون لكم ضرا ولا نفعا إلا بإذن الله".
[28297]:جامع البيان 14/159، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1762. وفي ر، ومصادر التوثيق: فأخرجوه.
[28298]:القطع والإئتناف 359، وهو تام عنده، وكاف في المكتفى 291، والمقصد 163، ومنار الهدى 163.
[28299]:سهل بن محمد، أبو حاتم السجستاني.
[28300]:القطع والإئتناف 359، 360، وتمام نصه: "وخولف في هذا، لأن {فالله أحق أن تخشوه}، متعلق بما قبله، والتمام: {إن كنتم مومنين}، وهو كاف في المكتفى 291، انظر: علل الوقوف 2/546.