جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ} (12)

{ وإن نكثوا أيمانهم } : نقضوا مواثيقهم ، { من بعد عهدهم وطعنوا في{[1925]} دينكم فقاتلوا أئمة الكفر } : رؤساء مشركي قريش فإنهم ناقضون للعهد مستهزئون بدين الله ، أي : قاتلوهم ؛ لأنهم صاروا بذلك ذوي الرياسة في الكفر{[1926]} قال بعضهم : هم أهل فارس والروم وقال حذيفة بن اليمان : لم يأت أهلها بعد ، { إنهم لا أيمان لهم } : لا عهود لهم فإن عهدهم على الحقيقة ليس بعهد ومن قرأ لا إيمان بكسر الهمزة فمعناه لا إسلام أو لا أمان لهم ، { لعلهم ينتهون{[1927]} } ، أي : قاتلوهم{[1928]} لعلهم يرجعون عما هم عليه من الكفر والعناد .


[1925]:قد استدل بالآية على أن الذمي إذا طعن في الدين لا يقتل حتى ينكث العهد كما قال أبو حنيفة، لأن لله إنما أمر بقتلهم بشرطين أحدهما: نقض العهد، والثاني: الطعن في الدين، وذهب مالك والشافعي وغيرهما إلى أنه إذا طعن في الدين قتل؛ لأنه ينقض عهده بذلك، قالوا: وكذلك إذا حصل من الذمي مجرد النكث فقط من دون طعن في الدين فإنه يقتل/12 فتح.
[1926]:إشارة إلى أنه وضع أئمة الكفر موضع الضمير للدلالة على أنهم صاروا بذلك ذوي الرياسة والتقدم في الكفر بمعنى: قاتلوهم فإنهم أحقاء/12 منه.
[1927]:هذه الآيات كالصريح في أن نزول تلك الآيات قبل فتح مكة خلاف ما قال محي السنة كما كتبنا على الحاشية، اللهم إلا أن يقال: هذه الآيات من قوله: "وإن نكثوا أيمانهم" قبل الفتح والآيات التي تقدمت بعده/12 منه.
[1928]:ولما تقدم الحث على القتال أمر به "قاتلوهم" الآية/12 وجيز.