جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{كَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرَ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا فَٱسۡتَمۡتَعُواْ بِخَلَٰقِهِمۡ فَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِخَلَٰقِكُمۡ كَمَا ٱسۡتَمۡتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُم بِخَلَٰقِهِمۡ وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (69)

{ كالذين } ، أي : أنتم مثل الذين أو فعلتم مثل الذين ، { من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم } ، بدينهم أو بنصيبهم من ملاذ الدنيا ، { فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم } ، فحالكم وفعلكم كفعلهم القبيح الشنيع ، بين أولا بقوله{[2021]} " فاستمتعوا " قباحة طرائقهم ثم شبههم بهم حذو النعل بالنعل ، { وخضتم } ، في الكذب والباطل ، { كالذي خاضوا } ، أي : كالفوج الذي{[2022]} خاضوا ، أو كالخوض الذي خاضوه ، { أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة } ، لم يستحقوا عليها في الدارين{[2023]} جزاء ، { وأولئك هم الخاسرون } ، دينهم ودنياهم ، يعني : كما حبطت أعمال من قبلكم حبطت أعمالكم .


[2021]:إشارة إلى دفع ما يتوهم من أن قوله "كما استمع الذين من قبلكم بخلاقهم" وهذا كما يقال: أنت مثل فلان كان يقتل ويفسق وأنت تفعل مثل فعله بعينه فلا تكرار/منه وجيز.
[2022]:يعني أن الظاهر أن يقال كالذين خاضوا فبين وجهه بوجهين/منه.
[2023]:نقيض قوله: "وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين" ( النحل: 122)، منه.