جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة البينة مختلف فيها

وهي ثماني آيات .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب } : اليهود والنصارى ، { والمشركين } : عبدة الأوثان ، { منفكين{[5433]} } : عن كفرهم ، { حتى تأتيهم البينة } ، أي : الرسول أتاهم بالقرآن ، فبين ضلالتهم فدعاهم إلى الإيمان ، فآمن بعضهم .


[5433]:قال أبو السعود (ابن مسعود): منفكين عما كانوا عليه من الوعد بإتباع الحق والإيمان بالرسول المبعوث في آخر الزمان، والعزم على إنجازه، وهذا الوعد من أهل الكتاب- مما لا ريب فيه، وأما من المشركين فلعله قد وقع من متأخريهم، بعدما شاء ذلك من أهل الكتاب- واعتقدوا صحته، بما شاهدوا من نصرتهم على أسلافهم، وفيه إشارة إلى كمال وكادة عهدهم. انتهى ملخصا، قال الواحدي: ومعنى الآية إخبار الله تعالى عن الكفار أنهم لم ينتهوا عن كفرهم، وشركهم بالله حتى أتاهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم، فبين لهم ضلالتهم، وجهالتهم، ودعاءهم إلى الإيمان، وهذا بيان عن النعمة، والإنقاذ به عن الجهل والضلالة، والآية فيمن آمن من الفريقين، قال: وهذه الآية من أصعب ما في القرآن نظما وتفسيرا، وقد تخبط فيها الكبار من العلماء، وسلكوا في تفسيرها طرقا لا تفضي بهم إلى الصواب، والوجه ما أخبرتك، فاحمد الله إذ أتاك بيانها من غير لبس، ولا إشكال، قال: ويدل على كون البينة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه فسرها وأبدل بقوله الآتي:" رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة"، يعني ما تتضمنه الصحف من المكتوب فيها، وهو القرآن، ويدل على ذلك، أنه كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن كتاب، انتهى كلامه/12 فتح.