المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٞ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٞۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَيۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن يَعۡمَلُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن يَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ} (12)

تفسير الألفاظ :

{ غدوها } أي جريها بالغداة ، وهي من الفجر إلى طلوع الشمس . { ورواحها } أي جريها بالعشي في عودتها . يقال غدا وراح أي ذهب بالغداة ورجع في المساء . { وأرسلنا له عين القطر } القطر النحاس المذاب ، والمعنى وأنبعنا له النحاس المذاب من عينه ، أي من معدنه . { ومن يزغ } أي ومن ينحرف . يقال زاغ يزيغ زيغا أي انحرف وعدل .

{ محاريب وتماثل وجفان } المحاريب القصور الحصينة جمع محراب ، سميت بالمحاريب لأنها يحارب من أجلها ويدافع عنها ، والتماثيل الصور المجسمة ، والجفان جمع جفنة وهي الصحاف . { كالجواب } كالجوابي أي كالحياض ، جمع جابية من الجباية وهي الجمع ، وهي من الصفات الجارية مجرى الأسماء . { راسيات } أي ثابتات .

{ منسأته } أي عصاه ، من نسأت البعير أنسؤه أي طردته . { خرّ } أي سقط مضارعه يخرّ .

تفسير المعاني :

وأنه سخر لسليمان الريح ذهابها شهر ورجوعها شهر تحمل بساطه وهو خاصته من فوقه إلى حيث يشاء ، وأنه أنبع له النحاس ، وذلل له الجن تعمل له أنواع المصنوعات . فلما انقضى أجله مات واقفا متكئا على عصاه ، وما دل الجن على موته إلا أرضة قرضت عصاه فسقط ، فانطلقوا بعد أن كانوا مسجونين .