ثم قال : { غدوها شهر } أي : سيرها به إلى انتصاف النهار مسيرة شهر ، وسيرها به من انتصاف النهار إلى الليل مسيرة شهر ، قاله قتادة {[55805]} وغيره {[55806]} .
قال ابن زيد : كان لسليمان مركب من خشب وكان له فيه ألف ركن ، في كل ركن ألف بيت ، يركب معه فيه الإنس والجن ، تحت كل ركن ألف شيطان يرفعون ظل المركب هم والعصار والعصار الريح العاصف فإذا ارتفع ظله أتت الرخاء {[55807]} فسارت به وصاروا معه ، يقيل عند قوم بينه وبينهم شهر ، ويمسي عند قوم بينهم وبينه شهر فلا يدري القوم إلا وقد أظلم معه الجيوش والجنود {[55808]} .
ثم قال تعالى : { وأسلنا له عين القطر } أي : وأذبنا له عين النحاس كانت بأرض اليمن قاله قتادة ، قال : وإنما ينتفع الناس اليوم مما أخرج الله لسليمان {[55809]} .
ثم قال : { ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه } أي : منهم من يطيعه ، يأتمر لأمره فيعمل بين يديه لما يأمره به طاعة لله جل ذكره .
فمعنى { [ بإذن ] {[55810]} ربه } أمر الله له بذلك وتسخيره له إياه . فأمن في موضع رفع الابتداء والمجرور المتقدم الخبر {[55811]} ويجوز أن تكون " من " في موضع نصب على العطف على ما قبله {[55812]} .
والتقدير : وسخرنا له من الجن من يعمل {[55813]} فتقف على " القطر " في القول الأول ، ولا تقف عليه في القول الثاني {[55814]} .
ثم قال : { ومن يزغ منهم من أمرنا } أي : ومن يزل ويعدل من الجن عما أمر به من طاعة سليمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.