وقوله : { مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ 93 } ،
( مَن ) في موضع رفع إذا جعلتها استفهاما ، ترفعها بعائد ذكرها . وكذلك قوله : ( وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ) ، وإنما أدخلت العرب ( هو ) في قوله : ( وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ) ؛ لأنهم لا يقولونَ : مَن قائمٌ ولا مَن قاعد ، إنما كلامهم : من يقوم ومن قامَ ، أو من القائم ، فلما لم يقولوهُ لمعرفة أو لِفَعَل أو يفعل أَدخلوا هو مع قائم ليكونا جَميعاً في مقام فَعَل ويفعل ؛ لأنهما يقومان مقام اثنين . وقد يجوز في الشعر وأشباهه مَنْ قائم ، قال الشاعر :
مَنْ شارب مُرْبِح بالكَأس نادمَني *** لا بالحَصُورِ ولا فيها بسوَّار
وربما تهَيبت العرب أن يستقبلوا مَنْ بنكرة فيخفضونها فيقولون : مِنْ رجلٍ يتصدَّق ، فيخفضونه على تأويل : هَل مِن رجل يتصدّق . وقد أنشدونا هذا البيت خَفْضاً ورفعاً :
مَِن رسولٌٍ إلى الثريّا ثأنى *** ضِقت ذرعاً بهجرها والكتابِ
وإن جعلتهما مَن ومِن في موضع ( الذي ) نصبت ، كقوله : { يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ } ، وكقوله : { وَلَما يَعْلمِ اللّهُ الذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيعْلَمَ الصَّابِرِينَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.