قوله تعالى : { مَن يَأْتِيهِ } : قد تقدَّم نظيرُه في قصة نوح . قال ابن عطية بعد أن حكى عن الفراء أن تكون موصولةً مفعولةً ب " تَعْلمون " ، وأن تكونَ استفهاميةً مبتدأة مُعَلِّقة ل " تعلمون " : " والأول أحسن " ثم قال : " ويَقْضي بصلتها أن المعطوفة عليها موصولة لا محالة " . قال الشيخ : " لا يتعيَّن ذلك ، إذ من الجائز أن تكونَ الثانيةُ استفهاميةً أيضاً معطوفةً على الاستفهامية قبلها ، والتقدير : سوف تعلمون أيُّنا يأتيه/ عذابٌ ، وأيُّنا هو كاذبٌ . وقال الزمخشري : " فإن قلت : أيُّ فَرْقٍ بين إدخالِ الفاء ونَزْعها في " سوف تعلمون " ؟ قلت : إدخالُ الفاءِ وَصْلٌ ظاهر بحرفٍ موضوعٍ للوصل ، ونَزْعُها وَصْلٌ خفيٌّ تقديريٌّ بالاستئناف الذي هو جوابٌ لسؤال مقدر كأنهم قالوا : فماذا يكون إذا عَمِلْنا نحن على مكانتنا وعَمِلْتَ أنت على مكانتك ؟ فقيل : سوف تعلمون ، فَوَصَلَ تارةً بالفاء وتارةً بالاستئناف للتفنن في البلاغة ، كما هو عادةُ البلغاء من العرب ، وأقوى الوصلين وأبلغُهما الاستئنافُ ، وهو بابٌ من علم البيان تتكاثرُ محاسِنُه " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.