النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَيَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَمَنۡ هُوَ كَٰذِبٞۖ وَٱرۡتَقِبُوٓاْ إِنِّي مَعَكُمۡ رَقِيبٞ} (93)

قوله عز وجل : { ويا قوم اعملوا على مكانتكم } فيه وجهان :

أحدهما : على ناحيتكم ، قاله ابن عباس .

الثاني : على تمكنكم ، قاله ابن عيسى{[1395]} .

وقوله : { اعملوا } يريد ما وعدوه من إهلاكه ، قال ذلك ثقة بربة .

ثم قال جواباً لهم فيه تهديد ووعيد { إني عاملٌ سوف تعلمون } فيه وجهان : أحدهما : تعلمون الإجابة . الثاني : عامل في أمر من يأتي بهلاككم ليطهر الأرض منكم ، وسترون حلول العذاب بكم .

{ من يأتيه عذابٌ يخزيه } قال عكرمة : الغرق .

وفي { يخزيه } وجهان :

أحدهما : يذله .

الثاني : يفضحه .

{ ومن هو كاذب } فيه مضمر محذوف تقديره : ومن هو كاذب يخزى بعذاب الله ، فحذفه اكتفاء بفحوى الكلام .

{ وارتقبوا } أي انتظروا العذاب .

{ إني معكم رقيب } يحتمل وجهين :

أحدهما : إني معكم شاهد .

الثاني : إني معكم كفيل .

وفيه وجه ثالث : إني منتظر ، قاله الكلبي .


[1395]:أي تمكنكم من الدنيا. وقيل على مكانتكم أي على موضعكم إذ المكانة والمكان بمعنى واحد.