وقوله : { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ57 }
نَصْب ؛ لأنها مصدر ، وفيها معنى من التعّوذ والتنزيه لله عزّ وجلّ . فكأنها بمنزلة قوله : { مَعَاذَ اللهِ } ، وبمنزلة { غَفْرَانَكَ رَبَنا } .
وقوله : { لَهُمْ ما يَشْتَهُونَ } ، ( ما ) في موضع رفع ، ولو كانت نصباً على : ويجعلون لأنفسهم ما يشتهون ، لكان ذلك صواباً . وإنما اخترت الرفع ؛ لأن مثل هذا من الكلام ، يجعل ماكان لهم لأنفسهم ؛ أَلا ترى أنك تقول : قد جعلتَ لنفسك كذا وكذا ، ولا تقول : قد جَعلتَ لك . وكلّ فعل أو خافض ذكَرته من مكنّى عائد عليه مكنيّاً ، فاجعل مخفوضه الثاني بالنفس ، فتقول : أنت لنفسك لا لغيرك ، ثم تقول في المنصوب أنت قتلت نفسك ، وفي المرفوع أهلكتْكَ نفسُك ، ولا تقول أهْلَكْتَكَ . وإنما أراد بإدخال النفس ، تفرِقة ما بين نفس المتكلّم وغيره . فإذا كان الفعل واقعاً من مكنّى على مكنّى سواه ، لم تُدخل النفس . تقول غُلامك أهلك مالك ثم تكنى عن الغلام والمال فتقول : هو أهلكه ، ولا تقول : هو أهلك نفسه ، وأنت تريد المال ، وقد تقوله العرب في ظننت وأَخواتها ؛ مِن رأيت ، وعلمت ، وحسبت ، فيقولون : أظنُّني قائما ، ووجدتُني صالحا ؛ لنقصانهما ، وحاجتهما إلى خبر سوى الاسم . وربما اضطُرّ الشاعر فقال : عدمتُني وفقدتُني فهو جائز ، وإن كان قليلا ؛ قال الشاعر - وهو جِرَان العَوْد - :
لقد كان بي عن ضَرَّتين عدِمتُني *** وعما ألاقِي منهما متَزحزَح
هي الغُول والسعلاة حَلْقي منهما *** مُخَدَّشُ فوق التراقي مكدَّح
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.