معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَتَوَٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (59)

وقوله : { أَيُمْسِكُهُ على هُونٍ59 }

الهُون في لغة قريش : الهوان ، وبعض بني تميم يجعل الهُون مصدراً للشيء الهيّن . قال الكسائي : سمعت العرب تقول : إن كنت لقليل هُون المؤونة مُذُ اليوم . وقال : سمعت الهوان في مثل هذا المعنى من بني إنسان ، قال : قال لبعير لهُ ما به بأس غير هوانه ، يقول : إنه هيّن خفيف الثمن . فإذا قالت العرب : أقبل فلان يمشي على هَوْنه ، لم يقولوه إلاّ بفتح الهاء ، كقوله : { يَمْشُونَ على الأرْضِ هَوْنا } ، وهي السكينة والوقار . وحدثنا محّمد قال : حدثنا الفراء ، قال : حدثني شريك عن جابر ، عن عِكْرمة ومجاهد في قوله : { يَمْشُونَ على الأَرْض هَوْنا } قالا : بالسكينة والوقار ، وقوله : { أَيُمْسِكُهُ على هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ } ، يقول : لا يدري أيُّهما يفعل : أيمسكه ، أم يدسّه في التراب ، يقول : يدفنها ، أم يصبر عليها وعلى مكروهها وهي الموءودة ، وهو مَثَل ضربه الله تبارك وتعالى .