النوع الثاني : قوله تعالى : { ويجعلون لله البنات } ، ونظيره قوله تعالى : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً } ، كانت خزاعة وكنانة يقولون ، الملائكة بنات الله . قال الرازي : أظنّ أنّ العرب إنما أطلقوا لفظ البنات على الملائكة ؛ لاستتارهم عن العيون ، فأشبهوا النساء في الاستتار ، فأطلقوا عليهم البنات . قال ابن عادل : وهذا الذي ظنه ليس بشيء ؛ فإنّ الجنّ أيضاً مستترون عن العيون ، ولم يطلقوا عليهم لفظ البنات .
ولما حكى الله تعالى عنهم هذا القول ، قال تعالى : { سبحانه } ، وفيه وجهان : الأوّل : أن يكون المراد تنزيه ذاته عن نسبة الولد إليه . الثاني : تعجيب الخلق من هذا الأمر ، والجهل الصريح ؛ وهو وصف الملائكة بالأنوثة ، ثم نسبتها بالولدية إلى الله تعالى ، قيل في التفسير : معناه : معاذ الله ، وذلك مقارب للوجه الأوّل . ولما ذكر الله تعالى إلى ما جعلوا له مع الغنى المطلق ، بين ما نسبوا لأنفسهم مع لزوم الحاجة والضعف ، بقوله تعالى : { ولهم ما يشتهون } ، من البنين ، وقد يكونون أعداء أعدائهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.