فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ ٱلۡبَنَٰتِ سُبۡحَٰنَهُۥ وَلَهُم مَّا يَشۡتَهُونَ} (57)

{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ البنات } هذا نوع آخر من فضائحهم وقبائحهم ، وقد كانت خزاعة وكنانة تقول : الملائكة بنات الله { سبحانه } نزّه سبحانه نفسه عما نسبه إليه هؤلاء الجفاة الذين لا عقول لهم صحيحة ولا أفهام مستقيمة . { إِنْ هُمْ إِلاَّ كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ } [ الفرقان : 44 ] وفي هذا التنزيه تعجيب من حالهم { وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } أي : ويجعلون لأنفسهم ما يشتهونه من البنين على أن «ما » في محل نصب بالفعل المقدّر ، ويجوز أن تكون في محل رفع على الابتداء . وأنكر النصب الزجاج . قال : لأن العرب لا يقولون : جعل له كذا ، وهو يعني نفسه ، وإنما يقولون : جعل لنفسه كذا ، فلو كان منصوباً ، لقال : ولأنفسهم ما يشتهون . وقد أجاز النصب الفراء .

/خ62