غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ ٱلۡبَنَٰتِ سُبۡحَٰنَهُۥ وَلَهُم مَّا يَشۡتَهُونَ} (57)

43

قوله : { ويجعلون لله البنات } ، نوع آخر من القبائح ، وكانت خزاعة وكنانة تقول : الملائكة بنات الله . قال الإمام فخر الدين الرازي : أظن أن ذلك ؛ لأن الملائكة يستترون عن العيون كالنساء ، ومنه إطلاق التأنيث على الشمس ؛ لاستتارها عن أن تدرك بالأبصار لضوئها الباهر ، ونورها القاهر . { سبحانه } ، تنزيه لذاته عن نسبة الولد إليه ، أو تعجب من قولهم . ومحل " ما " في قوله : { ولهم ما يشتهون } ، إما الرفع على الابتداء ، أو النصب ؛ أي : وجعلوا لهم ما يشتهون ، يعني : البنين . وأبى الزجاج جواز النصب ، وقال : لأن العرب لا تقول : جعل له كذا ، وهو يعني نفسه ، وإنما تقول جعل لنفسه كذا . فلو كان منصوباً لقيل : و " لأنفسهم ما يشتهون " .

/خ60