وقوله : { وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْما ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً . . . }
يقال : كيف قال " به " وقد ذَكَر الخطيئة والإثم ؟ . وذلك جائز أن يُكْنَى عن الفعلين وأحدهما مؤنّث بالتذكير والتوحيد ، ولو كثر لجاز الكناية عنه بالتوحيد ؛ لأن الأفاعيل يقع عليها فعل واحد ، فلذلك جاز . فإن شئت ضممت الخطيئة والإثم فجعلته كالواحد . وإن شئت جعلت الهاء للإثم خاصّة ؛ كما قال { وإذا رَأَوْا تجارةً أو لَهْواً انفَضُّوا إِليها } فجعله للتجارة . وفي قراءة عبد الله ( وإذا رأوا لهوا أو تجارة انفَضُّوا إليها ) فجعله للتجارة في تقديمها وتأخيرها . ولو أتى بالتذكير فجعِلا كالفعل الواحد لجاز . ولو ذكّر على نِيّة اللهو لجاز . وقال { إِن يكن غَنِيّاً أو فَقِيرا فاللَّهُ أَوْلَى بهما } فثنّى . فلو أتى في الخطيئة واللهو والإثم والتجارة مثنى لجاز . وفي قراءة أبىّ ( إن يكن غنِىّ أو فقير فالله أولى بهم ) وفي قراءة عبد الله ( إِن يكن غنىّ أو فقير فالله أولى بهما ) فأما قول أبىّ ( بهم ) فإنه كقوله { وكم مِن مَلَكٍ في السمواتِ لا تُغْنِى شفاعَتُهمْ } ذهب إلى الجمع ، كذلك جاء في قراءة أبىّ ، لأنه قد ذكرهم جميعا ثم وحّد الغنىّ والفقير وهما في مذهب الجمع ؛ كما تقول : أصبح الناس صائما ومفطرا ، فأدّى اثنان عن معنى الجمع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.