فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَن يَكۡسِبۡ خَطِيٓـَٔةً أَوۡ إِثۡمٗا ثُمَّ يَرۡمِ بِهِۦ بَرِيٓـٔٗا فَقَدِ ٱحۡتَمَلَ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا} (112)

قاله القرطبي : { وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً } قيل : هما بمعنى واحد كرر للتأكيد . وقال الطبري : إن الخطيئة تكون عن عمد ، وعن غير عمد ، والإثم لا يكون إلا عن عمد ، وقيل : الخطيئة : الصغيرة ، والإثم : الكبيرة . قوله : { ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً } توحيد الضمير لكون العطف بأو ، أو لتغليب الإثم على الخطيئة ، وقيل : إنه يرجع إلى الكسب . قوله : { فَقَدِ احتمل بهتانا وَإِثْماً مُّبِيناً } لما كانت الذنوب لازمة لفاعلها كانت كالثقل الذي يحمل ، ومثله : { وَلَيَحْمِلنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً معَ أَثْقَالِهِمْ } [ العنكبوت : 13 ] ، والبهتان مأخوذ من البهت : وهو الكذب على البريء بما ينبهت له ، ويتحير منه ، يقال بهته بهتاً ، وبهتاناً : إذا قال عليه ما لم يقل ، ويقال بهت الرجل بالكسر : إذا دهش وتحير ، وبهت بالضم ، ومنه : { فَبُهِتَ الذي كَفَرَ } [ البقرة : 258 ] ، والإثم المبين : الواضح .

/خ113