فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَن يَكۡسِبۡ خَطِيٓـَٔةً أَوۡ إِثۡمٗا ثُمَّ يَرۡمِ بِهِۦ بَرِيٓـٔٗا فَقَدِ ٱحۡتَمَلَ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا} (112)

{ ومن يكسب خطيئة أو إثما } قيل هما بمعنى واحد كرر للتأكيد ، وقال الطبري إن الخطيئة الصغيرة ، والإثم الكبيرة ، وقيل الأول ذنب بينه وبين ربه والثاني ذنب في مظالم العباد ، وقيل الخطيئة هي المختصة بفاعله والإثم المتعدي إلى الغير .

{ ثم يرم به بريئا } منه ، توحيد الضمير لكون العطف بأو ، أو لتغليب الإثم على الخطيئة وقيل إنه يرجع إلى الكسب { فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا } لما كانت الذنوب لازمة لفاعلها كانت كالثقل الذي يحمل ، ومثله { وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم } والبهتان مأخوذ من البهت وهو الكذب على البرئ بما يتبهت له ويتحير منه .

يقال بهته بهتا وبهتانا إذا قال عليه ما لم يقل ، ويقال بهت الرجل بالكسر إذا دهش وتحير ، وبهت بالضم ومنه { فبهت الذي كفر } والمبين الواضح .