معاني القرآن للفراء - الفراء  
{۞لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۭ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (114)

وقوله : { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ . . . }

( من ) في موضع خفض ونصب ؛ الخفض : إلا فيمن أمر بصدقة . والنجوى هنا رجال ؛ كما قال { وإذْ هُمْ نَجوى } ومن جعل النجوى فعلا كما قال { ما يكون من نجوى ثلاثةٍ } ف ( من ) حينئذ في موضع رفع . وأما النصب فأن تجعل النجوى فعلا . فإذا استثنيت الشيء من خلافه كان الوجه النصب ، كما قال الشاعر :

وقفت فيها أُصَيلانا أُسائلها *** عَيَّت جوابا وما بالربْعِ مِن أحدِ

إِلا الأوارِىَّ لأْياً ما أُبيِّنها *** والنُؤْىُ كالحوض بالمظلومةِ الجَلَدِ

وقد يكون في موضع رفع وإن ردّت على خلافها ؛ كما قال الشاعر :

وبلد ليس بِهِ أنيسُ *** إلا اليعافِيرُ وإلاَّ العِيسُ