الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمَن يَكۡسِبۡ خَطِيٓـَٔةً أَوۡ إِثۡمٗا ثُمَّ يَرۡمِ بِهِۦ بَرِيٓـٔٗا فَقَدِ ٱحۡتَمَلَ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا} (112)

{ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً } أي بيمينه الكاذبة ، { أَوْ إِثْماً } بسرقته الدرع ، وبرميه اليهودي { ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً } أي يقذف بما جناه من مأمنه { فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً } والبهتان أي يبهت الرجل بما لم يفعل .

وقال الزجاج : البهتان الكذب الذي يتخير من [ عظمه ] . { وَإِثْماً مُّبِيناً } ذنباً بيناً .

جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ( ومن يكسب خطيئة أو إثماً ) عبد الله بن أبي بن سلول ( ثم يرم به بريئاً ) يعني به عائشة أم المؤمنين حيث كذب عليها وكان من ذلك ، وقوله ( ثم يرم به ) ولم يقل فيهما وقد ذكر الخطيئة ولم يقل كفراً ، يجوز ان يكنى عن النفس والثلاثة والأكثر واحدها مؤنث بالتذكير ، والتوحيد لأن الأنفس يقع عليها فعل واحد ، فذلك جائز وإن شئت ضممت الخطيئة والإثم فجعلتها كالواحد ، وإن شئت جعلت الهاء للإثم خاصة كما قال الله تعالى

{ وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّواْ إِلَيْهَا } [ الجمعة : 11 ] جعله للتجارة ولو أتى بالتذكير فجعل كالفعل الواحد لجاز