الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَن يَكۡسِبۡ خَطِيٓـَٔةً أَوۡ إِثۡمٗا ثُمَّ يَرۡمِ بِهِۦ بَرِيٓـٔٗا فَقَدِ ٱحۡتَمَلَ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا} (112)

قوله تعالى : { ثُمَّ يَرْمِ بِهِ } : في هذه الهاءِ أقوالٌ ، أحدها : أنها تعود على " إثماً " ، والمتعاطفان ب " أو " : يجوز أن يعودَ الضمير على المعطوف كهذه الآية ، وعلى المعطوف عليه كقوله { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّواْ إِلَيْهَا } [ الجمعة : 11 ] . والثاني : أنها تعودُ على الكَسْب المدلول عليه بالفعلِ نحو : { اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [ المائدة : 8 ] . الثالث : أنها تعود على أحد المذكورين الدالِّ عليه العطفُ ب " أو " فإنه في قوة " ثم يَرْمِ بأحد المذكورين " . الرابع : أنَّ في الكلام حذفاً ، والأصل : " ومَنْ يكسِبْ خطيئة ثم يرم بها ، وهذا كما قيل في قوله : { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا } [ التوبة : 34 ] أي : يكنزون الذَهب ولا ينفقونه . و " أو " هنا لتفصيلِ المُبْهَمِ ، وتقدَّم له نظائرُ . وقرأ معاذ بن جبل : " يَكِسِّبْ " بكسر الكاف وتشديد السين ، وأصلها : يَكْتَسِبْ فأدغمت تاءُ الافتعال في السينِ وكُسِرت الكافُ إتباعاً ، وهذا شبيه ب

{ يَخْطَفُ } [ البقرة : 20 ] ، وقد تقدَّم توجيهُه في البقرةِ . والزهري : " خَطِيَّة " بالتشديد وهو قياسُ تخفيفِها .