معاني القرآن للفراء - الفراء  
{لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ} (13)

وقوله : { لِتَسْتَوُواْ على ظُهُورِهِ } .

يقول القائل : كيف قال : «على ظهوره » ، فأضاف الظهور إلى واحد ؟

يقال له : إن ذلك الواحد في معنى جمع بمنزلة الجند والجيش والجميع ، فإن قال :

فهلا قلت : لتستووا على ظهره ، فجعلت الظهر واحداً إذا أضفته إلى واحد ؟

قلت : إن الواحد فيه معنى الجمع ، فرددت الظهور إلى المعنى ولم تقل : ظهره ، فيكون كالواحد الذي معناه ولفظه واحد ، فكذلك تقول : قد كثرت نساء الجند ، وقلت : ورفع الجند أعينه ولا تقل عينه . وكذلك كل ما أضفت إليه من الأسماء الموضوعة ، فأَخْرِجها على الجمع ، فإذا أضفت إليه اسما في معنى فعل جاز جمعه وتوحيده مثل قولك : رفع الجند صوته وأصواته أجود ، وجاز هذا لأن الفعل لا صورة له في الإثنين إلا كصورته في الواحد .

وقوله : { وَما كُنا لَهُ مُقْرِنِينَ } .

مطيقين ، تقول للرجل : قد أقرنتَ لهذا أي أطقتَه ، وصرتَ له قرِنا .