معاني القرآن للفراء - الفراء  
{۞وَكَم مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ} (26)

وقوله : { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي السَّماوَاتِ } : ثم قال { لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً } .

فَجَمعَ ، وإنّما ذَكَرَ مَلَكاً واحداً ، وذلِك أن ( كَمْ ) تَدُلُّ على أنَّهُ أرادَ جمعاً ، والعَربُ تذْهَب بأحد وبالواحد إلى الجمع في المعنى يقولونَ : هَلْ اختصمَ أحدٌ اليومَ . والأختصامُ لا يَكُونُ إلا للاثنين ، فما زادَ .

وقد قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ : { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ } ، فبيْنَ لا تَقعُ إلاّ على الاثنين فما زادَ .

وقولهُ : { فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجزين } مما دل على أَن أحداً يكُونُ للجمع وللواحد .

و [ معنى ] قوله : { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ } .

مما تعبُدونه وتزعمونَ أنهم بناتُ الله لا تغني شفاعتهم عنكم شيئا .