قوله : { وَكَمْ مِّن مَلَكٍ } «كم » هنا خبرية تفيد التكثير ، ومحلها الرفع على الابتداء . و{ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ } هو الخبر . والعامة على إفراد الشفاعة . وجُمعَ الضمير اعتباراً بمعنى «ملك » وبمعنى «كم » . وزيد بن عليّ شَفَاعَتُهُ بإفرادها اعتبر لفظ «كم وملك » . وابن مِقْسِم شَفَاعَاتُهُم بجمعِهَا{[53588]} . و«شَيْئاً »{[53589]} مصدر أي شيئاً من الإغْنَاء .
المعنى وكم من ملك في السماوات ممن يعبدهُمْ هؤلاء الكفار ويرجون شفاعَتَهم عند الله لا تغني شفاعَتُهُمْ شيئاً إلاَّ من بعد أن يأذن الله في الشفاعة { لِمَن يَشَاءُ ويرضى } أي من أهل التوحيد .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - يريد لا تشفع الملائكة إلا لمن رضي الله عنه . وجمع الكناية في قوله : «شفاعتهم » والملك واحد ؛ لأن المراد من قوله : { وَكَمْ مِّن مَلَكٍ } الكثرة ، فهو كقوله تعالى : { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ }{[53590]} [ الحاقة : 47 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.