فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞وَكَم مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ} (26)

ثم أكد ذلك وزاد في إبطال ما يتمنونه فقال :

{ وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا } كم هنا هي الخبرية المفيدة للتكثير ، ولهذا جمع الضمير في شفاعتهم مع إفراد الملك ، فلفظها مفرد ، ومعناها جمع ، والمعنى الإقناط مما علقوا به والتوبيخ لهم يما يتمنونه . ويطمعون فيه من شفاعة الأصنام مع كون الملائكة مع كثرة عبادتها وكرامتها على الله ، لا تشفع إلا لمن أذن يشفع له فكيف بهذه الجمادات الفاقدة للعقل والفهم ، وهو معنى قوله :

{ إلا من بعد أن يأذن الله } لهم بالشفاعة { لمن يشاء } أن يشفعوا له { ويرضى } بالشفاعة لكونه من أهل التوحيد وليس للمشركين في ذلك حظ ولا يأذن الله بالشفاعة لهم ولا يرضاها لكونهم ليسوا من المستحقين لها